لا أعلم ماذا يحدث لي .... فجأة أكتشفت أني لا أحب أحداً...... جلست وأعددت قائمة بمن يمكن أن أحبهم ، فتفاجأت بما لم أكن أتخيله علي
الأطلاق
.............................
يأتي علي رأس القائمة أمي وأبي ، هما من يعملان بجد من أجلي ، لا يرغبان مني
سوي في أن أكون أفضل منهما ، وماذا أفعل أنا في المقابل ، أقضي الأن عامي
السادس من دراستي الجامعية أحصد الفشل تلو الأخر، لو كنت أحبهما كما
يحباني ، لاجتهدت حتي في أن أزيح بعض الهم عن كواهلهم ، وهو شيء لا أراه
صعباً ، لكني أري هذا العام مثل سوابقه .... وأري نفسي علي مشارف الهاوية
........................
قبل أن أعرفك كنت كالحيوان ، ألهث خلف الخمر والمخدرات والنساء ، يبدأ
يومي في الفراش ، ثم ما ألبث أعود إليه حاملاً مالذ وطاب من الغنائم ،
واستمتع بالتهامهم قبل أن أتمدد مرة أخري في انتظار اليوم التالي، الذي لا
يختلف عن سابقه في شيء
.............................
يأتي بعد ذلك أخوتي ، أخي الأكبر وأختي الصغري ، هما من أعيش معهما ، هما
من شاركاني طفولتي ، من غيرهما يفرح لفرحي ، ويتألم لحزني ، كلاهما يحبني
بصدق ، وعلي الرغم من ذلك ، لا أراني الأن أكن لهما أية مشاعر علي الأطلاق
...............................
قالوا أن الحب يصنع المعجزات ، لكني لم أكن أصدق مثل هذا الكلام حتي تعرفت
عليكي ، لم يصدق من حولي هذا التغير في شخصيتي ، تخليت عن كل ما هو سيء في
حياتي حتي بدون أن أرغب بذلك ، تمنيت أن أظل علي هذه الحال للأبد ... لكن
هل كل ما يتمناه المرء يدركه ؟؟؟
...........................
في نهاية القائمة أري أصدقائي ، من زاملوني رحلة الحياه بحلوها ومرها ، من
ساندوني ووقفوا بجانبي حين كانت الصدمة الكبري ، عندما أنظر إليهم الأن لا
أري في عيونهم إلا الشماتة ، ولا أري لي أصدقاء سوي اللفافات البيضاء ،
التي تتلوي بين
أصابعي وتعبث بمساراتي التنفسية ، وتقودني يوما بعد يوم
....... نحو النهاية
...............................
عندما عرفتك عرفت معني الحب ، عرفت معني أن تبتسم لي الحياه ، لم أكن أرغب
في أكثر من ذلك ، تمنيت أن نبقي سوياً للأبد ، لكنك ذبحتينني بسكين بارد ،
ألتمس لك العذر لأنك لم تكوني تعلمي ما بداخلي ، وربما لن تعلميه .......
فما فائده أن تعلميه الأن
................................
انتهت القائمة ، ولم أجد في سجل حياتي اليومية من أحبه ، لم أكن أعلم أن
فراقك سيصيبني بانسداد في الشرايين العاطفية ، ويتركني وحيدا ....تائها
... أعيش حياة .... بدون عنوان